أجواء رمضانية كئيبة يعيشها الجمهور الإسلامي في العالم


اجواء رمضانية
أجواء رمضانية
كورونا يطغى على الاجواء الرمضانية في العالم الإسلامي

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير يتحدث عن أجواء شهر رمضان في البلاد العربية إن الشعور به هو "حلو مر"، حيث أغلقت معظمها المساجد وبات الشهر بلا شعائر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفقراء تعودوا كل عام في شهر رمضان على التجمع حول الطاولات التي تنتشر في الشوارع لتناول طعام الإفطار، الذي يتبرع به الأثرياء المسلمون. إلا أن الشوارع هذا العام ستكون فارغة.

وقالت إن الاحتفال والصيام بأهم شهر في التقويم الإسلامي سيكون صامتا هذا العام بسبب مواجهة دول العالم لوباء فيروس كورونا، ولن يكون والحالة بهذا الشكل مدعاة للفرح والسرور. 

ولفتت إلى أن الدول الإسلامية من أندونيسيا إلى نيجيريا، فرضت إجراءات الحجر ومنع التجوال وقيدت التجمعات الاجتماعية وأغلقت المساجد. وبالنسبة لـ 1.8 مليار مسلم حول العالم فرمضان هذا العام سيكون مختلفا عن أي رمضان، وستمارس فيه الشعائر بعزلة البيوت وبدون حس المجتمع والتفاعل الذي يطبع أربعة أسابيع من الصيام والموائد العامرة والصدقات على الفقراء.

ووصف فتحي سيد محمود الذي يدير محلا للجزارة في منطقة للطبقة المتوسطة بالقاهرة، كيف كان يعد الطعام لمئات الصائمين في العام الماضي وقال: "كنا نستأجر الكراسي والطاولات ونقدم أطباقا مختلفة كل يوم. أحيانا لحم وخضروات وأرز وأحيانا دجاج مع الباستا.. أما هذا العام فسنعطي اللحم النيئ للفقراء". 

وفي إسطنبول حيث كانت تقام مآدب بمنطقة أيوب بجانب مسجد أيوب سلطان والذي يعتبر "مقدسا" حيث يتم غسله بماء الورد المعطر طوال شهر رمضان، تم إلغاء كل التجمعات فيه هذا العام بما في ذلك الصلاة الجامعة. وقال مصطفى ميستين، المسؤول الديني البارز في المنطقة: "كشخص جرب الفرحة حول مسجد أيوب سلطان، فسأكون حزينا بالطبع وأن هذا العام لن يكون مثل الذي سبقه".

وأضاف: "سنفتقد هذا العام التجربة بسبب الوباء وسنشعر بالكآبة وستكون تجربة حلوة مرة". وبدلا من ذلك يخطط عمدة المنطقة دنيز كوكين لبث المناسبات والصلوات عبر الإنترنت، وستوزع المنطقة صناديق طعام للمحتاجين. وربما أسهمت المساعدات الغذائية في تخفيف المصاعب الاقتصادية في المجتمعات الفقيرة، والتي يعتمد أفرادها على الوجبات المجانية في أثناء شهر رمضان. وزاد عدد هؤلاء بسبب الدمار الذي أحدثه الفيروس على الاقتصاديات في العالم الإسلامي. 

وقالت جمعية بنك الطعام المصرية، إنها تعتمد على تبرعات الناس لتوصيل الطعام إلى حوالي 500.000 عائلة وهو ضعف العدد العادي. وقالت نيفين مغازي من بنك الطعام: "كان الناس أكثر من رائعين"، مشيرة للتضامن والتبرعات التي جاءت من قطاعات المجتمع المختلفة. 

بدوره قال إسماعيل عبد القادر من معهد الدعوة في نيجيريا، وهو مؤسسة تعليمية، إن المصلين قلقون حيال توفير الطعام لأنفسهم. ويعيش في نيجيريا أكبر تجمع إسلامي في قارة أفريقيا ويعيش فيها 87 مليون إنسان تحت خط الفقر.
وأضاف عبد القادر: "لدى بعض الناس هذا الخوف لأنك إن لم تستطع الخروج من البيت فكيف ستحصل على الطعام المجاني ولكني أعتقد أن الصدقة ستزيد نتيجة للوباء لأن المسلمين يعتقدون أن ما يقدمونه سيثابون عليه وستكون المكافأة مضاعفة".
وطالبت المؤسسة الدينية في البلاد المسلمين باتباع إرشادات الحكومة بشأن التباعد الاجتماعي ونددت ببعض الأئمة الذين وصفوا فيروس كورونا بأنه مؤامرة غربية وخططوا لفتح المساجد. إلا أن بعض حكام الولايات رفعوا القيود على صلوات الجمعة في الأسابيع الأخيرة خلافا لنصيحة المسؤولين الصحيين. 

وفي إيران حيث توفي أكثر من 5 آلاف شخص بسبب فيروس كورونا، وهو أكبر عدد من الوفيات في الشرق الأوسط، لم يكن أمام المسؤولين السياسيين والدينيين إلا التخلي عن الإرشادات الدينية وفرض إرشادات وزارة الصحة. وأغلقت الجمهورية الإسلامية منذ شهر آذار/مارس المساجد والمزارات الدينية والمدارس وألغيت صلوات الجمعة.

وقالت الصحيفة: "على الرغم من أن بعض الجماعات حاولت استخدام مناسبة حلول شهر رمضان، لتخفيف القيود على الأماكن الدينية إلا أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، لعب دورا من أجل الحد من مواقف المتشددين، وتمسك بالمنع".

 وأشارت إلى فتوى دينية صدرت الأسبوع الماضي جاء فيها أن الصيام هو "واجب ديني"، ولكن في حالة لم يتسبب بأي ضرر على صحة الناس. 

وفي باكستان حاولت الحكومة ترضية المتشددين من خلال السماح بالتجمعات الدينية وصلاة التراويح وهو ما أثار غضب المعتدلين. لكنها اشترطت في الوقت ذاته على المصلين الوقوف بعيدا عن بعضهم البعض ستة أقدام، وارتداء الأقنعة الطبية وتطهير أرضية المساجد قبل التجمع. 

وقال حسن ظفر نقوي أحد رجال الدين الشيعة الذي كان ناقدا لقرار الحكومة؛ "عندما يبدأ رمضان وتبدأ التجمعات في المساجد فمن الصعب فرض الشروط". 

وقال مسؤول بارز في الحكومة الباكستانية: إن القرار جاء بسبب المخاوف من ردة فعل المتشددين، "ولم يكن هناك أي خيار". 

ورأت الصحيفة أن أكبر تغير سيكون في السعودية، حيث يأتي كل عام الملايين من الخارج ومن السكان المحليين لأداء العمرة. وأغلق المسجد الحرام منذ آذار/مارس. وتوقف التلفاز السعودي عن بث صور الساحات الفارغة. وينطلق الأذان يوميا خمس مرات من مآذنه ولكن بدلا من دعوة الناس للصلاة فيه يطلب منهم البقاء في بيوتهم.
أحدث أقدم