رسالة غزل من الشاب اليمني عمر محمد العامودي الى مذيعة الحدث كريستيان بيسري

كريستيان بيسري

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية رسالة غزل كتبها شاب يمني يدعى "عمر محمد العامودي" يخاطب فيها مذيعة العربية الحدث كريستيان بيسري.

حيث تناقلت مواقع التواصل ان كريستيان بيسري ردت على الشاعر "عمر محمد العامودي "،برسالة غزل تحمل في طياتها معاني عده .
الا ان وفي وقت سابق تبين ان لا صحة بأن المذيعة كريستيان بيسري هي التي ردت على الرسالة ، بل كان الشاعر اليمني سلمان القابتلي .
وجاء في نص الرسالة :


أتدركين ماذا يعني أن شاباً يمنياً يمقت السياسة والحديث عنها وسماع أخبارها يقف مشدوهاً بالنظر لكِ مبتسماً وأنتِ تتحدثين عن كوارث بلده؟
أتدركين كم يودّ أن يكون ولو مرةً واحدة مكان أولئك الحُمق الذين يظهرون مرتدين عقالاً  أو ربطة عنق ليحادثك على الهواء مباشرة من أجل أن يخبركِ فقط كم تبدين جميلة؟
سأخبركِ حينها أن فيكِ من السحر ما يجعل الأخبار السيئة محببة..
ومن التناقضات ما تجعل الأبكم ينطق!
سأحدثك عن عينيكِ وكونها تحمل حربٌ وسلام، وموتٌ وحياة..
عزيزتي كريستيان:
ملامحك الشقراء فاتنة جداً..
لكن اللون "الأسود" عليكِ جميل جداً جداً..
شامتك التي تتوسط عضدك الأيسر تثبت ذلك..
ولاتدع مجالاً للشك بأنه من الظلم أن يُستخدم هذا اللون في العزاءات..
أنتِ لا تحتاجين للأدلّة وشاهدي العيان والمراسلين لتُثبتِ صدق ما تقولين..
اظهري في خبرٍ عاجل، قولي فيه أن القدس تحررت، والسودان أصبحت آمنة، وسوريا أضحت عامرة، وتوقفت الحروب في اليمن..
تحدثي عن ترامب وأنه قدّم إستقالته، وأن الحكومات العربية قامت بمقاطعة أمريكا وإيران..
وأن حاكمنا السابق "عفاش" مازال حياً، ورئيسنا الحالي "عبد ربه" أصبح حاملاً في شهره السابع!
قولي تلك الأشياء وسأصُدّق..
معكِ فقط كل الأنباء قابلة للتصدّيق، وكل المآسي التي تمر على شفتيكِ تكون جميلة.

رد الشاعر سلمان القابتلي الذي نسب للمذبعة كرستيان بيسري:
مرحباً عمر
أنا كريستيان
قرأت رسالتك فابتسمت مرة، وحزنت مرتين..
ابتسمت بفطرة الأنثى التي يسرها سماع كلمات الغزل والثناء وإن أخفت ذلك.
وحزنت مرتين، مرة عليك، والأخرى عليّ.. إنها لعنة الجمال يا عمر
اللعنة التي تقتل الجميع
تصيب الرجال بمرض العشق..
وتصيب النساء بمرض الغيرة والحقد..
وتصيب الجميلة بمرض الوحدة والاكتئاب..
يتسابق الجميع إليها لكنهم يظلون في ميدان السباق ولا يصل إليها أحد، وإن وصل يتعس من تعاستها، يحب امرأة هي في قلوب الجميع حتى يشعر أنها لم تعد ملكه الخاص فقد صارت  للجميع..
الجميلات  يا عمر هن اتعس الفتيات..
يكسرن قلوب البسطاء الذين تعلقوا بهن، ويكسر قلوبهن الأثرياء الذين يشتروهن كتحفة منزلية.
عفواً عمر
نحن المذيعات لسنا جميلات، وإن امتلكنا بعض الجمال
إنه فن الخدعة يا صديقي، جمال محشو، ملامح مركبة، واغراء متعمد..
تحزن إحدانا لسقوط رموشها الصناعية أكثر من سقوط الضحايا..
وتخشى الأخطاء الفنية أكثر مما تخشون أخطاء القصف..
ما نحن يا صديقي إلا دمى بشرية، أو آلة إعلامية  تقرأ الأخبار السيئة والجميلة بنفس الشعور والملامح  فلا فرق بين افتتاح مقهى ليلي وبين سقوط عشرة ضحايا من أطفالكم ليلاً..
عفواً عمر
لم أسألك عن أخبارك؟
لأنني أعرفها جيداً
أعرف أنها أخبار سيئة كحال البلد الذي تعيش فيه..
ثمة لصوص منكم يا عمر ، يظهرون على حساب المساكين،  يعيشون في أرقى الفلل ويتكلمون كذباً بألسنة الكادحين..
أحاديثهم ركيكة، وآراؤهم متناقضة، ومعلوماتهم متضاربة..
خولوا لأنفسهم الحديث باسمكم  جشعاً في مائتي دولار بعد كل حديث.. 
إننا نعاني منهم أكثر مما تعانون..
وربما نلعنهم أكثر مما تلعنون..
لكنني أبارك لهذا البلد التعيس بك وبالشعراء المغمورين فيه، وأعزيه في هذه العصابة التي شوهت صورتكم للجميع..
دعنا منهم الآن
أعرف أنكم تحسدون رجالنا على جمالنا؛ لكنك لم تعرف أننا أيضا نحسد فتياتكم عليكم، وعلى مشاعركم المفعمة بهذا الإحساس المرهف، نحسدهن  على كلماتكم الأخّاذة التي تلامس قلب الأنثى..
إن سطراً واحداً برسالتك -يا عمر- يسعدني أكثر من رحلة إلى سان فرانسيسكو والتقاط صورة مع ترامب أمام حديقة البيت الأبيض..
وإن كلمة حب دافئة تغنيني عن التزلج في شوارع موسكو..
وإن وردة صادقة أفضل لدي من التنزه في حدائق الأندلس..

لم أعد أتجول الآن بين القارات والدول كما كنت أفعل، صرت أتجول بين الكلمات والحرف برسالتك..
صار يهمني تحرير رسائلك إليَْ أكثر من تحرير الأوطان..
أخيرا ياصديقي :
لا تبخل برسالة أخرى، إنها ليست مجرد رسالة كما تظن، بل تذكرة ثمينة أعبر فيها إلى المدن والشواطئ التي أحبها قلبي، ولا يمنحنا السفر إليها غيركم أنتم معشر الشعراء..

أحدث أقدم